الأخبار المتعلقة
كتب. محمود أمين |
اتخذت مصر خطوة جديدة نحو توطين صناعة السيارات الكهربائية، مع الظهور الرسمي لأول طراز كهربائي يتم تجميعه محليًا بنسبة مكون محلي تصل إلى 30٪، وهو الطراز دونج فينج ماج الذي يعتمد على بطارية بقدرة 50 كيلووات من إنتاج شركة النصر للسيارات. وقد جاء ظهور السيارة لأول مرة بصناعة محلية خلال افتتاح رئيس مجلس الوزراء لمعرض المؤتمر الدولي للنقل الذكي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ضمن خطة الحكومة لتوطين الصناعات المرتبطة بقطاع النقل المستدام. وتعمل السيارة حاليًا ضمن مشروع تاكسي العاصمة الجديدة كأول تطبيق فعلي للسيارات الكهربائية المنتجة محليًا، نستعرض خلال هذا التقرير الفروق الجوهرية بين صناعة السيارات التقليدية والعاملة بالكهرباء:
السيارات التقليدية، تعتمد منظومة الدفع على محرك ميكانيكي يعمل بالبنزين أو السولار، ويتكون من آلاف الأجزاء مثل البساتم وصمامات الوقود ونظام التبريد والعادم وناقل الحركة. هذه المكونات تحتاج إلى عمليات تصنيع كثيفة الطاقة، تمر بمراحل كثيرة.
أما السيارات الكهربائية، فهي تعمل بالكامل بواسطة محرك كهربائي يستمد طاقته من بطارية ليثيوم يمكن شحنها من مصادر الكهرباء المنزلية أو محطات الشحن العامة. وتُعد هذه التقنية أكثر بساطة من تعقيدات صناعة السيارات العاملة بالوقود، إذ تضم عددًا أقل بكثير من الأجزاء الميكانيكية، مما يخفض من تكاليف الإنتاج.
الفرق الأساسي بين الصناعتين أن السيارات الكهربائية تحتاج مصانع ببنية تحتية إلكترونية متقدمة تشمل معامل لاختبار الدوائر الكهربائية، وأجهزة لمحاكاة أداء البطارية وأنظمة التبريد، إلى جانب برمجيات للتحكم في إدارة الطاقة والاتصال بين أجزاء السيارة. كما تتطلب عمليات التصنيع تدريب كوادر بشرية جديدة متخصصة في هندسة البرمجيات والإلكترونيات والتحكم، بدلاً من الاعتماد فقط على مهندسي الميكانيكا كما في الصناعة التقليدية.
أيضاً التحول إلى صناعة السيارات الكهربائية يتطلب إعادة هيكلة في سلسلة التوريد. فبدلاً من الاعتماد على مصانع تنتج أنظمة العادم وناقل الحركة وخزانات الوقود، تتجه الصناعة نحو التعاون مع شركات متخصصة في خلايا البطاريات والدوائر الإلكترونية وأشباه الموصلات.
كذلك تحتاج المصانع إلى تحديث خطوط الإنتاج لتصبح أكثر اعتمادًا على الصناعة الذمكية - الروبوتات الدقيقة، خاصة في مراحل تركيب البطارية والمكونات عالية الجهد.
