الأخبار المتعلقة
من فرانكفورت تغطية. أحمد بهاء الدين |
صباح الثلاثاء الموافق 10 اتجهت إلى معرض فرانكفورت الدولى لحضور أولى الأيام المخصصة للصحافة قبل افتتاح المعرض للجمهور يوم الخميس 12 سبتمبر. المعرض كان مختلفا هذا العام، الإبهار الذى تعودنا عليه اختفى تماما! الجناح الألمانى الوحيد الذى حافظ إلى حد كبير على قوته وشكله، هو جناح مرسيدس-بنز. قاعات مجموعة فولكس ?اجن بما تضم من علامات كانت عادية، أودى لم تحقق الظهور الذى تعودنا عليه على الإطلاق، وBMW تخلت عن جناح العرض العملاق متعدد الطوابق واكتفت بمساحة متواضعة مثل التى تحصل عليها فى معرض چنيف!
فى الحقيقة اختفى بريق معرض فرانكفورت هذا العام، كما اختفت السيارات الرياضية بنسبة كبيرة أو تم عرضها على استحياء شديد. السيارات فى فرانكفورت كهرباء وتركز على أنظمة القيادة الآلية. الشركات الصينية كانت لها تواجد قوى، والحقيقة أنها قطعت مسافة كبيرة جدا فى الاتجاهين، المحركات الكهربائية والقيادة الذاتية.
العديد من الشركات الكبرى قررت عدم المشاركة في دورة 2019. أذكر منذ عدة سنوات، عندما أعلنت ?ول?و أنها ستتوقف عن المشاركة فى المعارض العالمية الكبرى، الجميع وقتها أكد أنها اتخذت قرار خاطئ بنسبة 100??، ها نحن بعد سنوات قليلة جدا نشهد بداية سقوط صناعة معارض السيارات الدولية. الانطباع الأول للتجول فى فرانكفورت هذا العام، هو أن الشركات الكبرى قررت أن المعارض لم تعد مفيدة. القصة ليست فى التكلفة وإنما فى المردود. بعد يومين قضيتهم بالكامل داخل المعرض الكبير، أعتقد أن دورة 2021 القادمة سوف تكون مختلفة جدا. ربما لا أجد ضرورة وقتها فى السفر إلى فرانكفورت وحضور الحدث. العالم يتغير فعلا بسرعة جدا، منذ سنتين فقط وأنا فى نفس المكان، وعلى وشك مغادرة فرانكفورت، كنت متطلع لزيارة المعرض فى 2019 بمنتهى الحماس! أعتقد أن حماسى كان واضحا مما كنت أكتبه قبل سفرى مباشرة. ولكن ما حدث هو أننى أصابنى الإحباط منذ اللحظة الأولى التى دخلت فى أرض المعارض فى فرانكفورت. كأن شركات السيارات قررت «شد الفيشة». مرسيدس حافظت على جناحها العملاق، ولكنها لم تستخدمه مثل كل عام، أفكار ثورية وتكنولوجية هنا وهناك، ولكن سيارات قليلة جدا. بالتأكيد كانت أكثر لطفا فى توصيل المعلومة من BMW، التى قررت مصارحة الجميع بشكل مباشر جدا، بأنها لم تستثمر فى مثل هذه الأحداث، وبداية من هذا العام وهذه الدورة. الشركة الألمانية تخلت عن الصالة الكاملة العملاقة، واكتفت بجناح متواضع ومشاركة شركات أخرى فى صالة العرض، وهى سابقة تعتبر الأولى من نوعها. عموما هذا هو الاتجاه العالمى الجديد. الشركات الآن تركز على أحداث خاصة، مثل حفلة پورشه Taycan التى قمت بحضورها فى برلين، قبل أسبوع واحد فقط من عرض السيارة فى معرض فرانكفورت.
نعم، باختصار شديد عالم السيارات يودع صناعة المعارض العالمية. خلال سنوات قليلة جدا سوف تكون شيء من الماضى. تذكروا جيدا، العالم يتغير، والتغيير سريع جدا.