الأخبار المتعلقة
برلين. د ب أ
توفر مقاعد التدليك للركاب أقصى درجات الراحة على متن السيارات، وخاصة عند الانطلاق في الرحلات الطويلة. ولم تعد مقاعد التدليك قاصرة حاليا على سيارات الصالون من الفئة الفاخرة، ولكنها تتوافر ضمن أيضا باقة التجهيزات الاختيارية لسيارات الفئة المتوسطة.
وأوضحت مجلة السيارات "أوتو جاتسيته" أنه بفضل مقاعد التدليك فإن تجربة الاسترخاء والاستجمام، التي كانت قبل عدة عقود قاصرة على الفنادق الفاخرة ومراكز التسوق الراقية وقطع الأثاث الفاخرة في غرف المعيشة، أصبحت متوافرة الآن في الكثير من سيارات الركوب.
وأوضحت المجلة الألمانية أن مقاعد التدليك تعمل على أن تكون أجزاء العضلات في الظهر مسترخية أثناء القيادة لتجنب التوتر والشد العضلي، مما يساعد قائد السيارة في الحفاظ على لياقته البدنية ونشاطه لفترة أطول. ولا تقتصر فائدة ذلك على رفع مستوى الراحة أثناء الرحلات الطويلة فحسب، بل إنها تسهم أيضا في تعزيز السلامة على الطريق.
تجهيزات خاصة باهظة
وقد ظهرت مقاعد التدليك الأولى في عالم السيارات خلال حقبة التسعينيات من القرن المنصرم باعتبارها تجهيزات خاصة باهظة في سيارات الصالون الفاخرة، غير أن وظائف التدليك آنذاك لم تكن في الغالب سوى توسعة لدعامات الفقرات القطنية، والتي كان يمكن تحريكها في اتجاهات متعددة، وكان تأثير مثل هذه الآليات المدمجة في مسند الظهر محدودا على راحة السائق، وكان "إحساس التدليك" لطيف ودقيق لاسترخاء العضلات، وليس ذا طابع علاجي.
ومع زيادة التطور التكنولوجي في صناعة المقاعد وتصغير حجم المكونات الميكانيكية زاد تعقيد وظيفة التدليك، وبدءا من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قدمت الشركات العالمية، مثل مرسيدس – بنز ولكزس، مقاعد مزودة بغرف هوائية متعددة قابلة للنفخ والتفريغ، وهي عملية تشبه إلى حد كبير التدليك بيد واحدة.
بكرات ميكانيكية أو غرف هوائية
ومن الناحية التقنية، تعتمد أنظمة التدليك في المقاعد حاليا على مبدأين أساسيين، إما أن تعمل بغرف هوائية أو بكرات ميكانيكية. ويعتمد الإصدار الهوائي على شبكة من الوسادات الهوائية في وسادة الجلوس مسند الظهر، والتي يتم التحكم فيها عن طريق ضواغط وصمامات صغيرة، ومن خلال عمليات النفخ والتفريغ المستهدف لهذه الغرف يحدث تغيير منتظم في الضغط، وهو ما يحفز العضلات وينشط الدورة الدموية.
وبالنسبة للتقنيات الميكانيكية، فإنه يتم الاعتماد على بكرات متحركة أو آليات لامركزية تتحرك على مسارات محددة أسفل كسوة مسند الظهر، وهو ما يساعد على تحفيز عضلات الظهر، وتجمع بعض الأنظمة بين الطريقتين لمحاكاة الضغط والحركة، حتى أن المقاعد الحديثة مزودة بمستشعرات لقياس ضغط الجلوس أو وضعية الجسم، ويقوم كمبيوتر السيارة بمواءمة برنامج التدليك وفقا لذلك.
سيارات الفئة المتوسطة
ولم تعد مقاعد التدليك، التي تعتبر بالنسبة للكثيرين رمزا للرفاهية الباهظة، قاصرة على السيارات الفاخرة، بل إنها أصبحت متوافرة ضمن باقة التجهيزات الاختيارية لسيارات الفئة المتوسطة.
ويسري ذلك أيضا على السيارات الكهربائية؛ حيث يمكن استخدام وظيفة التدليك لجعل فترات انتظار الشحن الكهربائي أكثر متعة والمساعدة على إنعاش السائق لمواصلة القيادة.
القيادة الآلية
سوف تكتسب مقاعد التدليك أهمية جديدة مع التحول إلى أنظمة القيادة الآلية خلال المستقبل القريب، فعندما يتخلص قائد السيارة من عبء متابعة الطريق، فإن مقصورة السيارة سوف تتحول إلى واحة للراحة والاستجمام.
وهنا لن تقتصر أنظمة التدليك على الظهر فحسب، بل يمكن أن تشكل جميع أجزاء الجسم، علاوة على أنه يمكن برمجة جلسات تدليك فردية مع الموسيقى أو إضاءة محيطة، كما يمكن استعمالها في بعض التطبيقات الطبية مثل مقاعد لتخفيف التوتر وتصحيح وضعية الجسم أو حتى محاكاة تمارين العلاج الطبيعي أثناء القيادة.